الجنُّ العاشق هو نوع من أنواع الجان الموجودين فعلًا، وهو أحد أخطر أنواع الجنِّ على الإطلاق، وقد يكون الجنُّ العاشق رجلًا وهو في هذه الحالة يتسلِّط ويحاول المساس بالمرأة من الإنس، وإذا كان الجنِّيُ العاشق أنثى فمن البَدَهيّ أن يكون اهتمامه بالرجال من الإنس، والجنُّ العاشق مسألة واقعية ينبغي على الإنسان أن يكون على علمٍ ودراية بها، فالموضوع خطير للغاية ويحتاج إلى اتخاذ إجراءات احترازية حَذِرة حتَّى يتجنَّب الإنسان الجنَّ العاشق ويعلم كيفية التخلَّص منه في حال وقع مسُّ الجن العاشق عليه أو على أحد من خاصته، وتجب الإشارة إلى أنَّ هذا النّوع من الجنِّ يستغلُّ فرصة عدم التزام الإنسان بسنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حركاته اليومية، وانشغاله عن الأذكار وامتناعه عنها، فامتناع الإنسان عن الأذكار الخاصَّة بالغسل وبدخول دورات المياه وتعرِّيه أثناء الغُسل مع إهماله للأذكار المنصوص عليه سيجعله عرضة لدخول الجنِّ العاشق في جسده، والخلاصة إنَّ الجن العاشق موجود ولا ينكر أهل العلم وجوده وخطره على الإنسان، ولكنْ ما يجب معرفته هو أعراض الجن العاشق وكيفية التخلص منه في حال دخل جسد أحد من الناس، وكيفية الاحتراز والوقاية منه مقدمًا قبل أن يتعرَّض الإنسان لمثل هذه الحالات الخطرة، وهذا ما سيتم التعرُّف عليه فيما يأتي من فقرات، والله أعلم.[٨] أعراض الجن العاشق لا يختلف مسُّ الجنِّ العاشق في أعراضِهِ عنْ مسِّ أيِّ نوعٍ من أنواع الجنِّ، ولكن ما يجبُ التَّنبيهُ عليه هو أنَّه على الإنسان أن يُحسن التَّفريق بين المرض النَّفسيِّ وبين أعراض الجن العاشق وغيره، فبعض الأمراض النَّفسيَّة تفعل بالإنسان ما يحسبه المرءُ مسًّا من الجنِّ، فالأعراض متشابهة من ضيق وكآبة وغير ذلك، وفيما يأتي أعراض الجن العاشق وغيره من أنواع مسِّ الجنِّ للإنسان حتَّى يُحسن التصرُّفَ في مثل هذه الحالات وفق ما يقتضي الشرع ويحكمُ القرآنُ الكريمُ وتشاءُ السُّنَّة النَّبويَّة:[٩] ينفر الإنسان المُصاب بمسِّ الجن العاشق من الزواج نفورًا تامًّا، وإذا كان متزوجًا فإنَّه يشعر بعدم قبول شريك حياته. يكون المصاب بمسِّ الجن العاشق دائم الإثارة الجنسية مما يُكثر حالات الاحتلام التي تأتيه بشكل متكرر. ومن أعراض الجن العاشق الابتعاد كلَّ البعد عن الدين والصلاة والدعاء والذّكر والدُّخول في حالة من العصبية والحِدَّة في الطَّبع عند سماع الذِّكر أو القرآن أو الدعاء وغير ذلك. يشعر المُصاب بمسِّ الجنِّ العاشق بضيقٍ في الصَّدرِ واكتئابٍ شديدٍ وحزنٍ دائمٍ لا ينفكُّ يُقلقه ويُتعبُهُ. ومنْ أعراض الجن العاشق أو مسِّ الجِنِّ العاشقِ للإنسان؛ الشُّرود ودخولُ الإنسان في حالةٍ من عدم الوعي الكامل والصدِّ عنْ أي ذكرٍ لله أو عبادة أو غير ذلك. ومن أعراض الجن العاشق زيادةُ نبضِ القلب عند الإنسان المُصاب بالمسِّ مما يؤدي إلى حالة من التَّعبِ الدَّائم. حالة من العصبية في المزاج والطبع وشدَّة الغضب على أتفه الأمور والأسباب. كما أنَّ المُصاب بالمسِّ تعتريهِ الهواجِسُ التي تُدْخِلُهُ في كوابيسَ مزعجةٍ مُقْلقةٍ يعجزُ بسببها عنِ النَّوم. ويكون المُصاب بالمسِّ خاملًا كسولًا، يعاني من صداع دائم في الرأس لا ينفع معه أي نوع من أنواع الدَّواء. ومن أعراض الجن العاشق أنْ يرى الإنسانُ المُصاب أخيلةً لا وجود لها وهي وساوس يتعرَّض إليها بسبب قلَقِهِ المستمرِّ. كيفية التخلص من الجن العاشق لمَّا كان سبب التعرَّض لمسِّ الجن لعاشق هو الابتعاد عن الذِّكر المنصوص عليه في القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة المباركة، كان لا بدَّ أن يكون الحل أو العلاج من مسِّ الجنِّ العاشق عكس سبب المسِّ، لذلك فالرقية الشرعية والتزام الإنسان بالأذكار والآيات والأدعية والأحاديث المنصوص عليها سواء كان مُصابًا بمس أو غير مصاب تَقِيهِ شرَّ التعرَّض للمس إذا لم يكن مصابًا به أو تخلِّصه من مسِّ الجن العاشق إذا كان ممسوسًا، وفيما يأتي ذكرُ أبرز ما وردَ من الأدعية والأذكار المأثورة التي ينبغي الالتزام بقراءتها دفعًا للجن العاشق وتجنبًا لخطره على الإنسان ذكرًا كان أو أنثى: قراءة آية الكرسي في حديث علَّقه الإمام البخاري، روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “وَكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بحِفْظِ زَكاةِ رَمَضانَ، فأتانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعامِ فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقَصَّ الحَدِيثَ، فقالَ: إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ، وقالَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ، ذاكَ شيطانٌ”[١٠].[١١] قراءة آخر آيتين من سورة البقرة في كل ليلة صحَّ ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: “الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ”[١٢].[١١] الدعاء بما دعا رسول الله صباحًا مساءً روى عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ لَيلةٍ: بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ، فيضُرَّهُ شيءٌ وَكانَ أبانُ، قد أصابَهُ طرفُ فالجٍ، فجعلَ الرَّجلُ ينظرُ إليهِ، فقالَ لَهُ أبانُ: ما تنظرُ؟ أما إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُكَ، ولَكِنِّي لم أقلهُ يَومئذٍ ليُمْضيَ اللَّهُ علَيَّ قدرَهُ”[١٣].[١١] المداومة على تطييبِ البَدنِ بالمِسْكِ قال ابن القيم -رحمه الله: “وفي الطِّيب من الخاصية: أنَّ الملائكة تُحبه، والشياطين تنفِرُ عنه، وأحبُّ شيءٍ إلى الشياطين: الرائحةُ المنتنة الكريهة، فالأرواحُ الطيبة تُحِبُّ الرائحة الطيبة، والأرواحُ الخبيثة تُحِبُّ الرائحة الخبيثة، وكل روح تميل إلى ما يناسبها، فالْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ”، ويُؤخذ من هذا القول إنَّ النظافة في البدن والروح من أهم عوامل الوقاية من الإصابة بمسِّ الجن العاشق.[١١] دوام الصَّلاة على رسُول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- فقد قال أبي بن كعب -رضي الله عنه- لرسول الله -عليه الصَّلاة السَّلام-: “…أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها؟ قال: إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ”[١٤].[١٥] هل يؤدي الجن العاشق إلى الموت إنَّ من المعتقدات الخاطئة التي تشغل بال كثير من الناس، هو أنَّهم يظنّون أنَّ الجنَّ العاشق قد يودي بحياةِ الإنسان، وهذا خطأ كبير؛ فحياة الإنسان في يد الله -سبحانه وتعالى- ولا يمكن لأي مخلوق سواء كان من الإنس أو من الجنِّ أن يذهب بحياة الإنسان إلّا بإرادة الله -عزَ وجلَّ- فالموت والحياة من علم الله تعالى، ولا يعلَم الموت وحاله إلَّا ربُّ الموت، فينبغي على الإنسان المُصاب بمسِّ الجن العاشق أنْ يُقاوم ما استطاع ضدَّ هذا المسِّ وأن يأخذ بعين الاعتبار كلَّ الطرق الشرعية الكفيلة بشفائه من هذا المسِّ وأن يرقِّي نفسه عند أكثر من راقٍ وأن يختار من هؤلاء الرُّقاة أقواهم إيمانًا، والله تعالى أعلم.[١٦] زواج من مسه جني عاشق كما ورد في أعراض الجن العاشق إنَّ الإنسان الممسوس ينفر من شريك حياته إذا كان متزوجًا، لذلك فإنَّ الحديث عن حكم زواج من مسَّهُ جنِّيٌ عاشق يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأعراض الجن العاشق ومشاكلِهِ على الحياةِ الزَّوجية، ويمكن القول: إنَّه إذا مَنَعَ الجنُّ العاشق وأعراضُهُ الاستمتاع بالحياة الزَّوجية بين الزوجين فلا يتم الزواج حتَّى يكونَ الطرف الآخر على علم بالمسِّ الذي أصابَ شريكه، ولأنَّ النُّفور من شريك الزوجية من أبرز أعراض الجن العاشق فلا بدَّ من الإنسان أن يتخلَّص من هذا الجنِّيِّ بالطُّرق الشَّرعيَّة أولًا ثمَّ يبادرَ إلى الزَّواج، أمَّا إذا تزوَّج وخبَّأ هو أو وليه أمر المسِّ على الطَّرف الآخر فيحقُّ للطَّرف الآخر فسخُ عقدِ النِّكاح بعد انعقاده وهذا جائز في الإسلام لعدم معرفتِهِ بالعيب قبل العقد، وفي هذا يقول ابن القيم: “والصَّحيح أنَّ النَّكاح يُفسَخُ بجميع العيوب كسائر العقود؛ لأنَّ الأصلَ السَّلامة، والقياس أنَّ كلَّ عيبٍ ينفر الزُّوج الآخر منه ولا يحصل به مقصود النِّكاح من المودَّة والرَّحمة فإنِّه يُوجبُ الخيار”، ومسُّ الجن العاشق من العيوب التي تؤثّرُ في مقصور النكاح من الحبِّ والمودة والتآلف كما ورد في أعراض الجن العاشق، لذلك ينبغي على الإنسان أن يتخلَّص من هذا الجِّنِّيِّ ثمَّ يتزوَّج بعقد نكاح سليم وبشروط العقد كاملة، والله تعالى أعلم.[١٧] تأثير الجن العاشق على الحياة الزوجية بعد ما جاء من أعراض الجن العاشق وفي ختام ما وردَ في هذا المقال، تجب الإشارة إلى قضية مهمة للغاية، وهي قضية تأثير الجن العاشق على الحياة الاجتماعية بين النَّاس، ولا شكَّ ولا عجَبَ في كثرة التأثيرات السلبية التي يجلبها الجنُّ العاشق على حياة الناس الزوجية، فمن المعروف أنَّ الجنِّي العاشق يمسُّ المرأة من الإنس لأسباب مذكورة مسبقًا، والجنّيَّة العاشقة تمسُّ الرجل من الإنس لأسباب مذكورة مسبقًا أيضًا، وإنَّما أعراض الجن العاشق وتأثيرهُ على الإنسان الممسوس من نفور من الزَّوج وعدم الرَّغبة به والكسل والهواجس والأخيلة التي تحدث عندَ الممسوس كلُّها تفسد الحياة الزوجية بين الناس وقد تؤدي إلى تدمير الأسر بشكل كامل، ولا عجب في هذا الأمر أبدًا فأعراض الجن العاشق لا يمكن أن تلائمَ الحياة الزوجية الطبيعية الهانئة التي يرغب بها الإنسان، فمن ابتُلي بمسٍّ في زوجته أو من ابتُليتْ بمسٍّ في زوجِها فالصَّبر على هذا البلاء والإيمان بهذا القضاء، والسَّعي وفقَ شرعِ الله تعالى للخروج من هذه القضية وتدارُك الحياة الزَّوجية قبل فوات الأوان، وإنَّما الرُّقيةُ الشَّرعية من أحاديث وأدعية وآيات كفيلة -بإذن الله تعالى- لتدارك ما أفسده مسُّ الجنِّ العاشق وخروج الجنِّ بأمر الله يُرجع الإنسان الممسوس إلى طبيعتِهِ السَّابقة التي كان عليها، وبالتالي يمكنه تصليح ما فات، والعودة إلى ممارسة حياته الطبيعية ملتزمًا بما شاء الشَّرع للإنسان من ذكر ودعاءٍ وطِيبِ قولٍ وعملٍ يجنِّب العبد مسَّ الجن العاشق بإذن الله تعالى
للكشف المجاني عن اعراض المس العاشق التواصل مع المعالجة الروحانية ام سيف العمانية 00962796763767 حياكم الله